هيئة التعليم تخاطب براعم المستقبل وتدعم تشكيل اتحاد لطلاب المدارس المستقلة

بدأت هيئة التعليم بالمجلس الأعلي للتعليم في تنفيذ استراتيجية طموحة لاستثمار لقاءاتها مع الجهات المعنية بعملية التعليم بالمدارس المستقلة من طلاب وأولياء أمور وموظفين في مد جسور التواصل معهم والاستفادة من طروحاتهم فضلا عن إجابة تساؤلاتهم.

ولأن بادرة هذه اللقاءات التي عقدت تحت شعار "معا لغد مشرق" كانت مع طلبة وطالبات المدارس المستقلة فقد حرصت هيئة التعليم علي تأكيد مشاركتهم في رسم مستقبلهم التعليمي ووضع رؤاهم وطروحاتهم تجاه العملية التعليمية موضع استفادة حقيقية من قبل المسؤولين.

من هذا المنطلق قامت مديرة هيئة التعليم الأستاذة صباح الهيدوس بمبادرة جديدة من نوعها ترصدها ''الراية '' بالكلمة والصورة للإجابة علي تساؤلات الطلاب وتشجيعهم لتنفيذ المشروعات التي طرحوها خلال اللقاء الهام مع بناة المستقبل.

ودعت مديرة الهيئة طلبة وطالبات المدارس الذين تقدموا بمشروعات واقتراحات الي البدء في تنفيذها خلال الفترة القادمة مشيرة في كتب رسمية وجهتها الي هؤلاء الطلاب الي ان الهيئة ستقوم بالمساعدة في وضع خطط منهجية تغذي مواهبهم وطموحاتهم فيما أكدت علي أهمية تنظيم لقاء لطلاب المستوي الثاني عشر عقب إجازة نصف العام الدراسي.

في المقابل أبدي مديرو المدارس والطلاب استجابة سريعة مع المبادرة وأكدوا عزمهم علي البدء في تنفيذ اقتراحاتهم ومشروعاتهم.

''الراية'' تابعت ميدانيا مع مسؤولي وطلاب المدارس المستقلة الخطوات التي يعتزمون اتباعها لتنفيذ مقترحاتهم.

بداية الجولة كانت في مدرسة الوكرة الثانوية المستقلة للبنين والتي ستحتضن لقاء لطلاب المستوي الثاني عشر بعد إجازة نصف العام الدراسي فيما يبحث طلابها في خطوات تشكيل اتحاد لطلبة وطالبات المدارس الثانوية المستقلة يكون صوتهم ووسيلة اتصالهم مع المسؤولين في هيئة التعليم وإدارات المدارس.

وجدنا في استقبالنا مسؤولي ومجلس طلاب المدرسة الذي يضم نخبة مميزة من الطلاب الطامحين الي عقد لقاء مميز مع نظرائهم من طلاب وطالبات يكون نواة حقيقية لتشكيل اتحاد لطلاب المدارس الثانوية المستقلة.

في البداية يقول الطالب خالد العبيدلي الذي تسلم خطاباً من مديرة هيئة التعليم يحثه علي تنفيذ اقتراحه بعقد لقاء لطلاب المستوي الثاني عشر انه يشارك مجلس الطلاب في المدرسة اتخاذ الخطوات التنفيذية اللازمة لتنظيم هذا اللقاء الهام مشيرا في نفس الوقت الي ضرورة الإعداد له جيدا للاستفادة منه في مد جسور التواصل مع هؤلاء الطلاب.

أضاف انه وزملاءه بدأوا علي الفور في الإعداد لتشكيل اتحاد يجمع طلبة وطالبات المدارس المستقلة مشيرا الي انه جري خلال الأيام الأخيرة الاتصال بمجموعة من طلاب المدارس الأخري الذين شاركوهم الترحيب بتشكيل الاتحاد منوها في الوقت نفسه بالاتصال من خلال منسقة مدارس البنات بمجموعة من الطالبات اللائي رحبن بدورهن بهذه الخطوة.

وقال العبيدلي الذي يشغل في نفس الوقت نائب رئيس اتحاد طلاب المدرسة ان مجمع عمر بن الخطاب كان في طليعة المدارس التي أبدت تجاوبا كبيرا مع مشروع تشكيل اتحاد طلاب المدارس المستقلة فيما أشار في نفس الوقت الي ا نه وزملاءه يسعون لتأسيس نظام للاتحاد تستفيد منه الأجيال القادمة.

من جانبه قال زميله محمد الهاشمي ان الاتحاد سيكون صوتا حقيقيا لطلاب وطالبات المدارس المستقلة مشيرا الي انه لمس خلال لقاء الطلاب مع مديرة هيئة التعليم ان هؤلاء الطلاب جميعا يشتركون معا في التطلعات والمشكلات التي يواجهونها منوها بانهم في حاجة الي مظلة تجمعهم علي كلمة سواء.

ويتكيء الهاشمي الذي يرأس اتحاد طلاب مدرسة الوكرة علي تجربة اتحاد طلاب المدرسة في حديثه عن الاستفادة منها في تشكيل اتحاد عام لطلاب المدارس المستقلة مشيرا الي ان اتحاد طلاب المدرسة يتواصل إلكترونيا وهاتفيا مع جميع الطلاب لتلقي مشاركاتهم واقتراحاتهم بشأن كافة الامور المتعلقة بالعملية التعليمية مثل ساعات الدراسة وايام الإجازات والأنشطة الثقافية والترفيهية.

وقال ان هواتف جميع أعضاء الاتحاد موزعة علي طلاب المدرسة للتواصل معهم في كافة المشاركات.

من جانبه يعتبر السيد صالح الإبراهيم مدير الشؤون الإدارية بالمدرسة ان حرص هيئة التعليم علي التواصل مع طلاب المدارس حافز ومشجع علي تنفيذ الاقتراحات التي لديهم مؤكدا ان ادارة المدرسة وفرت كافة الإمكانات لاستضافة اللقاء المرتقب لطلاب المدارس المستقلة.

وقال ان إدارة المدرسة مكنت الطلاب من مخاطبة المدارس المستقلة الأخري بشأن استطلاع رأي الطلاب حول اللقاء وتشكيل اتحاد طلاب المدارس المستقلة منوها بان اتحاد طلاب مدرسة الوكرة هو الذي يتولي فعلا الإعداد لهذا المشروع الهام.

أكد في نفس الوقت ان اتحاد الطلاب هو الذي اعد جيدا للقاء مديرة هيئة التعليم منوها بان أعضاء الاتحاد ناقشوا فيما بينهم الاقتراح الذي تقدموا به بصورة جيدة بدون تدخل من ادارة المدرسة معربا عن أمله في ان يكون اللقاء مع مسؤولي الهيئة دورياً.

وقال ان اتحاد الطلاب التقي باصحاب تراخيص ومديري المدارس المستقلة في أثناء زيارة قاموا بها الي مدرسة الوكرة في خطوة جاءت لفتح مجال وافق التواصل معهم والتعرف علي إمكانية التواصل مع زملائهم بهذه المدارس.

وقبل ان نغادر الوكرة المستقلة لفت نظرنا ما يقوم به مجموعة من الطلاب يسعون لعمل منتدي خاص بالطلاب يقول عنه الطالبان علي مسعود رئيس المنتدي وفهد عبد العزيز السويدي نائب الرئيس انه سيكون ''منتدي غير''.

محطة ثانية
وكانت مدرسة قطر التقنية الثانوية للبنين هي المحطة الثانية في جولتنا برفقة ''كتاب '' وجهته مديرة هيئة التعليم الي الطالب فهد المسلم يدعوه الي تنفيذ مبادرته الجادة لتعريف طلاب المدارس الأخري بالتعليم المهني.

ورغم ان المسلم كان من الذين تطوعوا في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة الدوحة 2006الا انه جاء متحفزا لتنفيذ مبادرة لنشر التعليم المهني لدي طلاب المدارس الأخري مشيرا الي انه سيبذل أقصي جهد بالتعاون مع إدارة المدرسة لنشر معلومات كافيه عن التعليم الفني والتخصصات المتاحة والتطوير الحاصل في أقسام الدراسة.

من جانبه يؤكد السيد محمد عبد الرحمن الهاشمي صاحب الترخيص ومدير المدرسة ان الإدارة علي استعداد لتوفير كافة الإمكانات المتاحة لاشراك الطلاب في القيام بدور هام للتعريف بالتعليم الفني.

وقال في هذا السياق ان المدرسة تستقبل سنويا من 800 الي 1000طالب من مدارس مختلفة يقومون بجولات علي الأقسام الدراسية ويتعرفون عن قرب علي التفاصيل الدقيقة للعملية التعليمية مشيرا الي ان اقتراح المسلم بشأن عقد دورات تعريفية وزيارة المدارس الأخري يصب في نفس الاتجاه واعتبره حلقة هامة ومبادرة لحث الطلاب علي التعرف علي التعليم الفني.

المحطة الثالثة في جولتنا كانت في مدرسة علي بن عبد الله النموذجية للبنين التي اعتبرت مديرتها مها زايد القعقاع ان لقاءات الطلاب بالمسؤولين عن التعليم كشفت عن قدر كبير من ثقة الطلاب بأنفسهم وقدرتهم علي التعبير عن آرائهم وطرح مشكلاتهم بدون خجل او خوف مؤكدة في نفس الوقت ان الأهمية الكبيرة لاستثمار نتائج هذه اللقاءات في العملية التعليمية.

اما مدرسة الإسراء الابتدائية للبنات فقد كانت المحطة الأخيرة في جولتنا والتي تستحق تجربتها التوقف كثيرا لماذا

مديرة المدرسة أمينة السعدي تروي لنا ان طالبة بها '' واجهت '' مديرة هيئة التعليم برفضها وزميلاتها عقد تقويمات دورية بدون علم مسبق بل قمن برفع كتاب موقع لادارة المدرسة من عدد كبير من الطالبات يحمل هذا المعني قبل ان تعقد مديرة المدرسة اجتماعاً معهن للتعرف علي وجهة نظرهن بناء علي متابعة من هيئة التعليم بالمجلس الأعلي للتعليم.

أضافت انه بناء علي هذا الاجتماع تم التوصل '' لحل مرض'' للتوفيق بين وجهتي نظر إدارة المدرسة والطالبات ستقوم فيه الإدارة اعتبارا من العام الدراسي القادم باتباع نظام جديد للتقويمات.

وقبل إسدال الستار علي هذه الجولة تبقي لنا كلمة لابد وان نشير فيها الي ان السعي للاستفادة الحقيقية من لقاءات المسؤولين عن التعليم بأطراف العملية التعليمية خطوة في اتجاه صائب بدلا من الاكتفاء ''بالكلمة '' التي يكون فيها طرفا الحوار دائما علي طرفي نقيض.

وكانت مديرة هيئة التعليم بالمجلس الأعلي للتعليم الأستاذة صباح الهيدوس قد التقت بطلاب المدارس المستقلة بمقر المجلس الأعلي للتعليم حضره عدد من مسؤولي هيئة التعليم واصحاب تراخيص المدارس المستقلة وحشد من اولياء أمور وطلاب المراحل الدراسية المختلفة بعدد كبير من المدارس المستقلة أكدت خلاله الهيدوس ان جميع مدارس وزارة التربية والتعليم ستتحول الي مدارس مستقلة في غضون عدة سنوات.

وربطت أن عملية تحويل المدارس التابعة لوزارة التربية الي مستقلة سيتم مرحليا بموازاة الانتهاء من إنشاء مبان جديدة تواكب الطفرة التي تعيشها قطر خلال الفترة الحالية وتوائم النهضة التعليمية الحالية مشيرة الي ان الهدف من تحويل هذه المدارس الي مستقلة يتجسد في تنفيذ مبادرة تطوير التعليم.

وردت علي شكاوي طول اليوم الدراسي بالمدارس المستقلة بالتقيد بالمعايير الدولية لعدد ايام الدراسة والمقررة ب180يوماً مشيرة الي ان المدارس التابعة للتربية لا تتجاوز فيها نسبة الدراسة اكثر من 130 يوماً وهو ما اعتبرته اقل من المعدل المطلوب الذي وصل في بعض الدول الي نحو 200 يوم.

وقالت ان الكتاب المدرسي ركيزة أساسية من ركائز التعليم بالمدارس المستقلة مشيرة الي أن الاعتماد علي ما يربو علي 50 % من مصادر التعلم علي هذا الكتاب فيما يتم استكمال الركائز الاخري من المصادر المتاحة.

واعتبرت ان الطالب هو المحور الأول الذي يقيس مدي نجاح عملية التطوير في التعليم مشيرة الي اهمية علاقة الطالب بالمدرسة مؤكدة في نفس الوقت سعي إدارات المدارس الي توفير كافة الأدوات اللازمة لتطوير التعليم.

كما تحدثت خلال اللقاء علي شروط ملحة ينبغي ان تكون متوافرة في مخرجات التعليم الوطنية اذ من الضروري ان تكون قادرة علي التعامل مع النظم الاقتصادية الحديثة والمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية الي جانب قدرتها علي المشاركة الثقافية والسياسية في المجتمع.