هل هي بداية لإعلام إسلامي جديد

من طرف **salma** الأربعاء ديسمبر 23, 2009 11:08 pm

كثرت في الآونة الأخيرة فكرة الفضائيات الإسلامية والتي أصبحت تتشابه فيما بينها من حيث الشكل والمضمون أكثر مما تتنافس ، وهي الظاهرة التي دعت الكثيرين إلى النداء دائما بفكرة التطوير والاحتواء وعدم التقوقع داخل خطوط محددة لفكر دون الآخر .
وبالرغم من أن هذه الفضائيات استطاعت جذب شريحة كبيرة من المجتمع ولفتت النظر كمحور إيجابي وقف مناهضًا للإباحية المرفوضة والفنون الهابطة إلا أنه وفي المقابل لا يمكن النظر إليها كقنوات تستوعب المعنى التام لشمولية الإسلام.. لعله الأمر الذي دعا العلامة الشيخ سلمان بن فهد العودة إلى الاستعاضة عن وصفها بالقنوات الإسلامية إلى الملتزمة في معرض حديثه عن ضرورة التطوير الذي ينأى بالمشاهد عن البحث بعد فترة عن قنوات تشبع حاجاته الفكرية والترفيهية والتي قد يجدها ـ ولو واهما ـ في القنوات العلمانية والغير ملتزمة.
وربما يكون هذا أحد الأسباب التي جعلتنا ونحن نشاهد فضائية دليل بداية من شهر رمضان المبارك نشعر بنقلة واضحة في نوعية البرامج من حيث الشكل والمضمون، فالمرحلة التي وصلت إليها القناة بعد مرور عام واحد من انطلاقها يؤكد تبنيها لرسالة التطوير والدخول إلى مناطق تتعلق بالفكر ونقاط الالتقاء وهو الخط الذي التزمته القناة منذ بداية انطلاقها حيث البعد تماما عن نقاط الخلاف وعدم تشتيت المشاهد بنظرة الفرقة بين جماعات الفكر الإسلامي.
اللافت أنه من بين المائدة الرمضانية هذا العام استطاع عدد من البرامج أن يثير انتباه ومشاعر الكثيرين وأن يسيل لعاب الأقلام على المنتديات الإلكترونية بالحديث عنها والسؤال عن روابط لمشاهدتها على صفحات الإنترنت ولعل من أهم هذه البرامج
"قصة حياة" للشيخ والداعية الأديب عائض القرني والذي يتحدث فيه عن أهم المحطات في حياته والمواقف المختلفة التي عاصرت رحلته الأدبية والدعوية فهو يتحدث عن صداقاته ومؤلفاته والعلماء الذين درس على أيديهم إلى غير ذلك .. غير أن اللافت ليس مجرد السيرة الذاتية التي يرويها الشيخ وإنما العفوية الشديدة التي يتحدث بها والتي تعلق البسمة على قلب ووجه المشاهد دون أن يدري كم مر من الوقت وإن كان يتمنى أن لا يمر حتى يسعد بحديث الشيخ وعفوية اللقاء.
"عفو التجربة" والذي وإن كان قد يبدو أنه متشابها مع البرنامج السابق إلا أنه يختلف من حيث طبيعة السرد والأحداث ..البرنامج يستضيف العالم الجليل الشيخ يوسف القرضاوي والذي يبدأ حديثه عن حياته القروية البسيطة والعادية والتي سرعان ما التحمت بأحداث سياسية صنعت تاريخا لا تزال تتجاذبه الأحداث والأقلام حتى الآن
وهي تجربة لا شك أنها مختلفة وتوحي بالكثير من المعاني التي تستحق الوقوف والتأمل .
لا يتورع الشيخ أن يظهر ابتسامته وهو يتكلم عن أحداث غاية في الضراوة وكأنه يقدم رسالة للأجيال القادمة عن طبيعة الظروف التي تكتنف الرسالات العظيمة في الحياة.

"الأجر والأجران" حوار هادىء وهادف يعكس أدب الخلاف في الفقه الإسلامي واحترام الرأي الآخر من خلال مناقشة جادة حول القضايا الفقهية المعاصرة وأدلة كل فريق دون تعصب أو تعنت وما دامت القضايا معاصرة والمسألة اجتهادية فمن حق كل عالم أن يجتهد وأن يقدم أدلته ومن لم يصبه الأجران لن يخطئه الأجر ..
ليس هذا نهاية المطاف ولكن ربما تكون نقطة البداية الحقيقية لوجود مفهوم جديد يعكس رؤية الإعلام الإسلامي بمفهومه الشامل والمتطور دائما لعله يقدم الجديد الذي يجعل الأمة تحتفي به وتفضله على قنوات الرذيلة والفنون الساقطة.
__________________

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31